قلعة القدس
برج الناصر داود الايوبي وليس النبي داود
ومن حسنات الناصر أن عمه الملك الكامل أعطى الفرنج القدس بموجب اتفاقية لمدة 10 سنوات ومن ضمن الشروط ان لايعمروا قلعتها. لكن الفرنج نقضو العهد فعمروا قلعة القدس فجاء الناصر داود الايوبي امير الكرك. كانت سيطرته تشمل نابلس والخليل والقدس والاردن بحدوده الحالية. ونصب عليها المجانيق وأخذها بالأمان ، ونظف البلد من الفرنج .
وتذكر بعض الروايات انه هدم القلعة وقام ببناء برج وهو البرج المذكور اما تسمية القلعة في بعض الكتب الاسلامية بمحراب داوود ايضا تسميه خطأ.
القلعة بشكلها الحالي بناء اسلامي ايوبي مملوكي مع اضافات و ترميم عثماني ،
تتميز القلعة، التي يحيط بها خندق كبير، بأنها تطل على البلدة القديمة من أعلى نقطة في البلدة، ومنذ القرن الثاني قبل الميلاد والقلعة تقف بوجه الغزاة مدافعة عن القدس.
وبسبب أهميتها ولكونها رمزاً لمدينة القدس منذ مئات السنين، اهتم كل حاكم بتحصينها وتجديد بنائها لكي يتفوق على من سبقه وليجعلها مفخرة له.
ويوجد الآن في ساحة القلعة أقدم آثارها، وهي عبارة عن سور وبرجين والتي كوّنتْ على ما يبدو حد المدينة الغربي في الفترة اليونانية.
وكذلك تتناثر المئات من حجارة المنجنيق، ورؤوس الأسهم وحجارة القذف، والتي يرجح أنها تعود لفترة الحصار الذي ضربه انطيوخوس الرابع الحاكم اليوناني السلوقي على القلعة بشكلها الحالي، فهي إسلامية الطابع، وليست هي قلعة هيرودوس وليست قلعة الصليبيين، ويقر بذلك علماء الآثار اليهود الذين نقبوا في الموقع، وفي الكتيب التعريفي الذي أصدروه عن القلعة يذكرون بأن القلعة بشكلها الحالي “إنما هي المثل الحي على مبادرة حكام القدس (الأيوبيين والمماليك)، فقد بدأ الأيوبيون أمثال الملك المعظّم عيسى بن أيوب ببنائها وترميمها بعد انتهاء الحروب الصليبية ولكن وبما أنها الحصن الوحيد الذي بقي في القدس قام المماليك بإصلاحها وترميمها في القرنين الثالث والرابع عشر”.
وأكثر شيء يمكن أن يثير المشاعر في القلعة هي الرقوم (النقوش الإسلامية) المنتشرة فيها، وتدل على تاريخها التليد، ومن بينها الرقوم التي تعود إلى السلطان المملوكي ناصر الدين محمد بن قلاوون الباني الحقيقي للقلعة ، وهو الذي بنى القلعة بشكلها الحالي، بأسوارها وأبراجها، ومسجدها ويوجد نقش يشير إلى أن ذلك تم في عام 1310م.
ومن آثار قلاوون أيضا قاعات القلعة وجسرها المتحرك، ويربط هذا الجسر بين بوابة القلعة المهيبة وأبوابها الداخلية، فوق الخندق المحيط بها.
وفي الفترة المملوكية استقرت بها وحدة عسكرية لتحافظ على الأمن الداخلي، وكان هذا جزء من مشروع ضخم للعناية بمدينة القدس.
يطلق الاحتلال على قلعة القدس عند باب الخليل مسمى قلعة داود، في محاولة لنسبتها إلى النبي داود عليه السلام الذي تعتبره الديانة اليهودية ملك الدولة العبرية التي أسست في القدس قبل حوالي ثلاثة آلاف عام حسب زعمهم. كما أطلقوا اسم برج داود على برج فصايل المقام منذ زمن هيرودس، وعندما أثبتت الأبحاث الأثرية عدم وجود علاقة للبرج بداود نقل اسم برج داود إلى المئذنة التي بناها العثمانيون قد جددوا بناء القلعة في سنة 1531م، وأقاموا المئذنة. ثم جُددت هذه المئذنة في سنة 1655، في عهد السلطان محمد الرابع. وتتكون هذه المئذنة من ثلاثة طوابق حجرية، يُشكل أولها قاعدة المئذنة المربعة، ويقوم فوقه الطابق الثاني، وهو أسطواني الشكل. ويقوم الطابق الثالث فوقه، وهو أسطواني الشكل أيضاً. وهو أصغر حجماً من الطابق الثاني. وفي منتصفه بناء صغير، يُشكل طاقية المئذنة على المسجد الذي بناه محمد بن قلاوون السلطان المملوكي.
ومن الجدير بالذكر أن باب الخليل ذكره المقدسي في كتابه “أحسن التقاسيم” باسم باب محراب داود، ويسمى أيضا باب يافا، وباب بيت لحم، وهو أيضا ما عرف باسم بوابة عمر؛ لأنه الباب الذي دخل منه عمر بن الخطاب عند تسلمه القدس، وسبب تعدد التسميات عائد إلى أسماء المدن التي يؤدي إليها غرب القدس.
قلعة القدس في عهد السلطان سليمان القانوني
حسب أقوال أوليا جلبي (الرحالة التركي ) فقد كان تحصين مدينة القدس من أكبر هموم السلطان سليمان. وبالفعل فقد كان أوّل إجراءٍ أمرَ به السلطان بعد الفراغ من ترميم الحرم القدسي ضمن جهوده الرامية إلى إعادة تفعيل النظام الدفاعي هو تجديد بناء القلعة الواقعة في الجهة الغربية من المدينة. لقد تمّ ترميم القلعة في أوائل القرن الثامن الهجري أيْ الرابع عشر الميلادي بعد طرد الصليبيين من المدينة المقدسة بوقتٍ طويل، لكنّها خرِبَت في أوائل القرن التاسع للهجرة أيْ الخامس عشر للميلاد ولم تعُدْ صالحةً للاستخدام وأصبحت المدينة بلا قلعةٍ تدافع عنها. إلا أنّ الترميم الذي أُجرِيَ في عام 938هـ/1531م وأضيف خلاله ممرّ شرقيّ للقلعة قد أخرجها من وضعها البائس بشكلٍ نهائي. وفي إشارةٍ إلى مجدّد حصن المدينة تمّ نقش اسم السلطان (سليمان الثاني) على البوابة الجديدة، مع تمجيد هدفه من البناء، ألا هو توفير الأمن لأهل القدس. وعلاوةً على ذلك فقد تمّتْ الإشارة في نقْشيْن آخرين إلى أنّ السلطان قد سيطرَ على ميراث المماليك من خلال هذا الترميم. ويطابق النقشان المذكوران المكوّنان من ثلاثة أسطر في الشكل والمضمون تلك الشعارات المميّزة التي كانت تطلق على سلاطين المماليك، وهي: (السلطان سليمان عز نصره) و(مولانا السلطان الملك المظفر أبو النصر سليمان شاه ابن عثمان عز نصره). وفي المرحلة الأخيرة من الترميم تمّ في عام 939هـ/1532م تشييد مسجد في الزاوية الجنوبية الغربية من القلعة، وفي مقدّمته محراب ومنبر بحيث تؤدّى فيه صلاة الجمعة أيضاً. وكعلامةٍ بارزة على سيطرة الإسلام تمّ بناء مئذنة المسجد المستديرة فوق البرج الجنوبي للقلعة. ويُستدلّ من الكنارات المسنّنة التي تزيّن المئذنة على أنّها كانت جزءاً من أعمال البناء التي بدأت في القدس عام 930هـ/1524م بأمرٍ من السلطان. ومن الملفت للنظر تلك النافذة الصغيرة المستديرة التي تُطِلّ من المئذنة على الساحة الداخلية من الجهة الشمالية، حيث يشير إطارها العريض إلى عنصرٍ من عناصر العمارة المملوكية، والذي كان سائداً في دمشق.
خلفية تاريخية :
قلعة القدس باب الخليل – القدس
بعد الفتح الاسلامي اسس بني امية قلعة صغيرة في مكان القلعة التي تعود اساستها الى العصر الكنعاني و العصر الاغريقي.
قلعة القدس لها عدة أسماء : “قلعة هيرودوس” , “قلعة باب الخليل” , “قلعة القدس” , “القلعه” , “قلعة باب محراب داود” , “قلعة أهل بيزا” و “برج داود ” وهذا الاسم الاخير يُستعمل خطأ” حتى يومنا وتستعمله المؤسسات الاسرائيليه , ولا غرابه في ذالك , والغايه معروفه .
تحتوي القلعة إضافة إلى الغرف التي كانت تستخدم مكاتب للقيادة أو سجونا، على مسجدين أحدهما صيفي يقع أسفل المئذنة لا يستخدم الآن، وآخر شتوي يقع في زاويتها الشرقية يستخدمه الاحتلال معرضا، كما يحتوي سورها على تحصينات عسكرية كثيرة ككوة الرماية والمساقط والمغازل التي كان يستخدمها الجنود لإطلاق السهام أو إسقاط الزيت الحار على اعدائهم
يتفق المؤرخون بأن بدايتها حصنا” من العصر الروماني , أنشأهُ الوالي الروماني على البلاد وهو هيرود/هيرودوس الآدومي الأصل (لهذا يعتبرهُ بعض المؤرخين ذو أصول عربيه ) . وبنى حول القلعه أبراجا” ثلاثه ,بهدف المراقبه , وأطلق على كلٍ منها اسما” قريبا” لنفسه : الاول : برج هيبيكوس , نسبة” لاسم صديق عزيز له , الثاني: برج مريم , نسبة” لزوجته مريم , والثالث : برج فصايل , نسبة لأخيه فصايل .
قام البيزنطيون , في عهد ملكهم ثيودوسيس (القرن الرابع م) ببناء سور حول المدينه , هُدِم أثناء الغزو الفارسي وشمل الهدم القلعه أيضا” . وظلت المدينه بلا أسوار طوال العصر الاسلامي الى أن قام الفاطميون بتجديده تحضيرا” للحروب الصليبيه , إلا أن السور لم يُجديهم نفعا” .
وفي العهد الأيوبي جُددت الأبراج والسور من باب العمود الى باب الخليل كما حُفِر خندقا” حوله , وزُوِدت ببرج منيع في وسطها .
أما في العهد المملوكي (القرن 14) أُسست القلعه من جديد , وشُيّد فيها مسجدا” للجنود , وتبعهُ مئذ نه في العصر العثماني كُتب عليها بالتركي , كما تم ترميم الخندق (في عصر السلطان سليمان القانوني ) . والداخل اليها يُشاهد الكلمات المنقوشه على البلاطه التي وُضعت فوق القوس : ” أمر بترميم الحصنه الشريفه السلطان الاعظم والخاقان المُعظم مالك رقاب الامم مُستخدم أرباب السيف والقلم , خادم الحرمين والبقعه الأقدسيه قدّس الله أرواح آبائه المقدسه منح الأمن وألأيمان والأماني السلطان ابن عثمان سليمان الثاني مد الله بقاءه ما دامت القبه على الصخره في سنة حصل خير (938 ه- 1531 م ) ونُقشت جُمل أخرى المئذنه .
أما التسميه ب “قلعة ابناء بيزا” فقد كانت هذه خلال الاحتلال الصليبي ونسبة” لأبناء مدينة بيزا من الجيوش الصليبيه .ولم ينتشر هذا الاسم .
كيف اذا” ارتبط اسم “داود ” بالموقع ؟؟ البعض يعود الى أن إتباع اسم “داود” كان نتيجة” للتفسير الخاطئ منذ الفتره البيزنطيه لنصوص العهد القديم حيث “نسبوا برج فصايل من عصر هيرودوس الى النبي داود ,وعندما قام المسلمون بالترميم استمروا هم أيضا” في التسميه المغلوطه “برج داود/ “محراب داود” , حتى ان الرحاله ا”المقدسي” أطلق عليها “باب محراب داود” , كما وقع الخطأ الآخر عندما عرّف البعض المئذنه العثمانيه بأنها “برج داود” ولا علاقه لداود بالمكان …!!! وتلك الأخطاء نتج عنها خسارة الموقع أو ساعدت على ذالك .
وهكذا , عندما تتواجد ثقافه أقوى من الأخرى تغزو القويه الأضعف , وذالك شكل من أشكال العنف “البنيوي” أو مل يُسمى “انتحال التراث الثقافي للآثار” .
واليوم تسمى “القلعه” ب “برج داود” وتُستعمل كمتحف لعرض تاريخ القدس كما تراهُ المؤسسات الاسرائيليه وهي “الثقافه” الأقوى … .
بقي أن نذكر ان القلعه إستُعملت على مر العصور كحصن لحماية المدينه والدفاع عنها ومستودع ذخيره ومسكن للجنود ومخازن أغذيه .وبجانبها وقف اللنبي ليُعلن بدء الاحتلال البريطاني ونهاية الحكم التركي للبلاد .
وقد بدأت الحفريات أسفل قلعة القدس منذ الفترة العثمانية، إذ أرسلت بريطانيا مبعوثين من علماء الآثار وأجرت عدة حفريات تنقيبية لدراسة آثار مدينة القدس، وكانت إحدى هذه الحفريات أسفل قلعة القدس.
وكشف المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى أن الحفريات أسفل القلعة يصل طولها إلى ثمانين مترا، وبعمق 15 مترا.
وتبلغ مساحة القلعة أكثر من سبعة دونمات، وتحتوي على مساحات وغرف وقاعات متعددة ولها مدخل واحد من جهة الشرق، والثابت أنها بناء إسلامي، تؤيد ذلك مخطوطتان حجريتان عثر عليهما العام 1938 الباحث الأثري جونز موكان، مدير الآثار الإسلامية أيام الاحتلال البريطاني.