التصميم الاسرائيلي على الاستمرار في الحرب على غزة كان لافتا وهو مخالف لكل المقاربات السابقة التي كانت تتحدث أن اسرائيل لا تستطيع خوض حروب طويلة ولكن رغم مضي ثمانية شهور على بداية الحرب والخسائر الكبيرة التي تكبدتها اسرائيل في كل النواحي وفتح جبهات متعددة إلا أن النخبة في اسرائيل مصممة على خوضها وتدعمها النخبة الأمريكية رغم معارضة طيف واسع من المجتمع الأمريكي لهذه الحرب وحراك الجامعات الامريكية والأوروبية الغير مسبوق المعارض للحرب فما هي الاسباب الكامنة وراء ذلك
١- بعض المحللين يرون أن نتنياهو يمد اجل الحرب لأسباب سياسية لإطالة أمد حكومته والمحافظة على ائتلافه الحكومي مع أحزاب الصهيونية الدينية ولا أعتقد أن هذا السبب جوهري فهذه حرب خسائرها كبيرة وانعكاساتها على الغرب كبيرة جدا ولا أظن أن نتنياهو يستطيع فرض حرب كبيرة على المجتمع الاسرائيلي والعالم لأسباب شخصية أو سياسية
٢- الخوف على مستقبل اسرائيل بعد هجوم ٧ اكتوبر من تنامي قوة حماس واعتقد أن هذا المبرر غير كافي للإستمرار في هذه الحرب المدمرة
٣- عقدة العقد الثامن وهذه العقدة يؤمن بها عدد كبير من اليهود ومنهم نتنياهو وهم يعتقدون أن دولة اسرائيل لن تتجاوز العقد الثامن ( أقيمت منذ ٧٦ سنة) وقد تحدث نتنياهو في مؤتمر الدراسات الاستراتيجية عن عقدة العقد الثامن وأنه يعمل على أن تتجاوز اسرائيل العقد الثامن في افتتاحية “هآرتس” بمناسبة عيد الاستقلال الـ76 ” قالت قبل نحو سبع سنوات جمع نتنياهو نادي الكتب المقدسة “التناخ” وفاجأ المشاركين فيه بتحذير حاد لمستقبل إسرائيل. “وجودنا ليس مفهوما من تلقاء ذاته”، قال نتنياهو، “دولة الحشمونائيين صمدت نحو 80 سنة وعلينا نحن أن نتجاوزها”. وعد بأن يفعل كل شيء لحماية الدولة كي تصل إلى يوبيلها المئة. لكن على عادته، عمل بعكس ما وعد به. بدل حماية الدولة، عمل على إضعافها وتفكيكها، إلى أن وضع وجودها لأول مرة موضع الشك”.
نتنياهو خلال الحرب تحدث كثيرا عن قصص التوراة وقال في بداية الحرب مشيرا إلى التوراة، “أمرنا الرب بعدم نسيان ما ارتكبه العماليق بحقنا، فنحن نتذكر ونحارب”. والعماليق قبائل كانت تعيش بين العريش والسبع اي منطقة غزة وفي احتفال ذكرى الاستقلال تحدث عن الخطر الوجودي وأشار إلى العمالية وهم يشكلون عقدة في الفكر اليهودي وتقول الرواية اليهودية تم قتلهم بطريقة وحشية ونشر صورته وهو بلبس الصلاة لأول مرة في تاريخه السياسي