كان لافتا سكوت النخبة السياسية اللبنانية عن تحركات حماس وكتائب القسام في لبنان خلال الحرب على غزة وقبلها بقليل وحتى نفهم محددات الموقف اللبناني لا بد الإشارة إلى عدة قضايا
١_ مع انتهاء الحرب الأهلية في سوريا وعودة عناصر حزب الله الى لبنان تعقد المشهد السياسي في لبنان وتم طرح موضوع سلاح حزب الله وتدخلت أطراف عربية ومنها السعودية التي اوقف دعمها للبنان مما اوصل الاقتصاد اللبناني إلى حافة الهاوية وزاد من تعقيد المشهد موضوع ترسيم الحدود البحرية مع دولة الاحتلال الاسرائيلي وهددت أطراف داخلية وخارجية من اندلاع الحرب الأهلية وهذا اوجد كابوسا عند الشيعة الذين ارهقتهم الحرب في سوريا وعند المسيحيين ونخب السنة التي باتت تخشى على مصالحها الاقتصادية وعلى النسيج الاجتماعي في لبنان وبات الجميع يخشى من إعادة إنتاج المشهد السوري
٢_ موضوع الحديث عن توطين الفلسطينيين في لبنان في إطار مشروع كبير ترعاه السعودية أزعج أطراف كثيرة في المعادلة اللبنانية وبالذات المسيحيين والشيعة
في هذا التوقيت برزت حماس في المعادلة اللبنانية واعلنت عن تشكيل جناح عسكري لها في لبنان ودخل عدد كبير من قيادات حماس السياسية والعسكرية الى لبنان وجرى إعادة تشكيل تنظيم فلسطيني قوي في لبنان متفاهم مع كافة الأطراف في المعادلة اللبنانية ومنها حزب الله وحركات السنة والجيش اللبناني ومن الممكن أطراف مسيحية هذا الدخول أزعج بعض الأطراف الفلسطينية وحاولت جر الحيش إلى المخيمات ولكن الجيش لم يدخل وترك الأمور تحسم لصالح طرف يستطيع ضبط الأمور في المخيمات
هذه المقاربة جعلت حماس تستوعب اغلب فصائل السنة الفلسطينية واللبنانية وجعلها تعمل في إطار التفاهمات مع الأطراف اللبنانية المختلفة وجعل بوصلتها موجهة نحو الاحتلال الاسرائيلي مما جنب لبنان شبح الحرب الأهلية
وثانيا حزب الله لا يستطيع العمل من الجنوب لأنه ملتزم بالاتفاقيات التي وقعتها الحكومة مع اسرائيل وترسيم الحدود ونا بعرف بالخط الازرق أما الفلسطيني فهو يريد العودة إلى بلاده غير ملتزم نظريا بهذه الاتفاقات وهذا يفتح موضوع المخيمات وإخراجهم من لبنان
السنة سيشعرون بالأمان في ظل وجود قوة عسكرية سنية منضبطة ومتفاهمة مع كل الاطراف في المعادلة اللبنانية
أما اسرائيل وامريكا والسعودية فهي تبدو منزعجة ولكنها باتت تخشى من دور حماس في تحشيد السنة في لبنان وسوريا والعراق وتوجيههم ضد المصالح الاسرائيلية والأمريكية في ظل المصالحة مع نظام الأسد وتطور العلاقة مع روسيا والتحالف الاستراتيجي مع إيران ومحور المقاومة