خلال الحرب العالمية الثانية رسخت الحركة الصهيونية مقولة أنهم شعب مظلوم عانى من الهولوكوست ومعاداة السامية ويريد إقامة وطن قومي أو ملاذ آمن لليهود في العالم ولكن بعد حرب ١٩٦٧ ظهرت مقاربة جديدة عند الحركة الصهيونية أن اسرائيل دولة قوية تستطيع حماية المصالح الغربية في المنطقة وهي دولة ديمقراطية تتبنى القيم الغربية وتعززت هذه الصورة في السنوات الأخيرة نتيجة ضعف وتامر النظام العربي وتم إقامة تحالف اسرائيلي خليجي أو عربي بقيادة اسرائيل لمواجهة النفوذ الايراني
جاء ٧ اكتوبر ليوجه ضربة قوية لصورة اسرائيل كقوة عظمى في المنطقة تستطيع المحافظة على المصالح الغربية وحماية الأنظمة العربية المتهالكة وتصدعت صورة اسرائيل الديمقراطية التي تلتزم بالقانون الدولي وتراعي حقوق الإنسان وتلتزم بالقيم الديمقراطية ووصل الأمر إلى درجة أن الشعب الذي عانى من الإبادة الجماعية يرتكب جرائم إبادة جماعية وقتل وحشي موثق ومصور مما دفع جنوب افريقيا إلى رفع قضية إلى محكمة العدل الدولية تتهم اسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وكان التوقع أن تخفف اسرائيل من جرائمها ولكنها تمادت في رسالة موجهة للعالم انها غير مكترثة بالراي العام الدولي وصورتها التي بنيت على مظلومية الهولوكوست
لا اعرف اذا كان جرح ٧ اكتوبر سبب عندهم ردة فعل غير عقلانية ام ان اسرائيل تريد تغيير صورتها من دولة مظلومة إلى دولة قوية قاسية تسحق من يقترب منها ولا يعنيها كل خزعبلات القانون الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان والرأي العام الدولي ولكن المؤكد أن الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها اسرائبل لا يمكن مسحها من ذاكرة شعوب العالم وأنها تعيش وسط محيط عربي إسلامي لن يتمكن من استيعابها مستقبلا وان الأنظمة العربية الحالية عمرها قصير ولن تبقى إلى الابد وان القسوة التي تعامل بها الشعب الفلسطيني سترتد على يهود العالم وأن هذه الجرائم ستقصر من عمر هذه الدولة