الحرب على غزة وقصة العماليق

ذكر نتنياهو في مؤتمره الصحفي امس أن جميع أبناء الشعب وجميع قادة الشعب يعانقون الجنود ويثقون بهم، وقال مشيرا إلى التوراة، “أمرنا الرب بعدم نسيان ما ارتكبه العماليق بحقنا، فنحن نتذكر ونحارب”. والعماليق قبائل كانت تعيش بين العريش والسبع
“وتذكر التوراة انه القرن الحادي عشر قبل الميلاد، تقرر القضاء التام على العماليق، الذين يبدو أنهم كانوا يضايقون بني إسرائيل باستمرار، ويعتقد أن الأمر بقتلهم جميعا دون تمييز رجلا وامرأَة، طفلا ورضيعا، بقرا وَغنما، جملا وحمارا هو أمر من الرب يهوه (صموئيل الأول 3:15)، وتم تنفيذ قرار المذبحة بشكل تام باستثناء الحيوانات المسمنة، حيث تم قتل حتى الأطفال الرضع. في المقابل عندما استولى العماليق على مدنهم “سبوا النساء اللَواتي فيها. لم يقتلوا أحدا لا صغيرا ولا كبيرا، بل ساقوهُم وَمضوا في طَريقهم” (صموئيل الأول 30 :2)”. استدعاء مثل هذه القصص أمام قادة جنده كان لافتا ومؤشر على طبيعة العقلية والقيم الأخلاقية التي يحملها قادة اسرائيل

الحرب على غزة ودور السلطة الفلسطينية

موقف السلطة الفلسطينية من الحرب على غزة كان باردا بدون اي حرارة فلم تقم اي من وزارات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بأي جهد اعلامي أو سياسي باستثناء بعض الحراكات الدبلوماسية في نيويورك وهذا كان أمرا اكبر من السلطة مع العلم أن وزير الخارجية كان دوره محدودا فيها ولم يمكث في نيويورك الا فترة محدودة ولم تعقد الوزارة اي مؤتمر صحفي أو لقاء للدبلوماسيين الأجانب لاطلاعهم على ما يحدث كذلك فإن وزارة الصحه كان دورها محدودا ولم يعقد الناطق باسمها اي مؤتمر صحفي أو توزيع بيانات للمؤسسات الدولية لاطلاعهم على البيانات الصحية واستهداف المشافي والكوادر الطبية وسيارات الإسعاف أما وزارة الاتصالات فهناك من يشكك في سكوتها عن قطع الانترنت والاتصالات عن غزة يوم الجمعة أما وزارة التربية والتعليم فقد اكتفت بإصدار بيان باستشهاد ٢٠٠٠ طالب و٧٠ من الكوادر التعليمية ولم تكلف نفسها بعقد مؤتمر صحفي يشارك فيه الوزير أو تنظيم فعالية تضامنية ترفع فيه صور طلاب المدارس فشعبنا ليس مجرد ارقام يعلن عنه في بيان بارد أما وزارة الأسرى فكان دورها مميز وفعال ولكن السيد رئيس الوزراء تحدث عن مفاوضات إطلاق الرهائن ولم يتحدث عن أسرى شعبنا وجثث مناضليه المحتجزة عند الاحتلال هذا عدا عن إصرار السلطة على أن تسير الحياة بشكل طبيعي في مدن الضفة الغربية ولا نريد الحديث عن الصور التي خرجت عن قمع السلطة للحراكات الشبابية والمتضامنين مع غزة في رام الله ونابلس والخليل

الحرب على غزة ومنظمة التحرير الفلسطينية

منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لم تشارك اي من فصائلها في هذه الحرب التي تعتبر الأكبر منذ النكبة الا بعد مرور أكثر من ٢٠ يوم حيث أصدرت الجبهة الشعبية بيان تبنت فيه اصدار بعض الصواريخ أما الديمقراطية وفتح فقد أصدرت بيانات أعلنت عن تبنيها لإطلاق بعض القذائف بعد ذلك بيومين
أما على المستوى السياسي فلم يعقد اي اجتماع للجنة التنفيذية للمنظمة الا في اليوم الثاني والعشرين ولم تقم هذه الفصائل باي تحركات سياسية أو إعلامية في الداخل والخارج وكانت بعض الفصائل تصدر بعض البيانات التضامنية مع الشعب في غزة ولكن يجب الإشارة هنا أن الحراكات الشبابية يشارك فيها شباب من كل الفصائل وهذه الحركات نظمت مئات من الفعاليات وكانت نشيطة جدا
كذلك فإن دور منظمة التحرير لم تقم بأي تحرك لحماية شعبنا من تغول جيش الاحتلال في الضفة الغربية حيث استشهد وأصيب مئات الشباب ولم تحاول التصدي لهجمات المستوطنين في الضفة الذين هاجموا الفلسطينيين في كل الشوارع الالتفافية وحقول الزيتون
الان مع المؤشرات على قرب نهاية الحرب بدأت فصائل المنظمة بإصدار البيانات للتأكيد أنها الممثل الشرعي والوحيد واي حراك سياسي يجب أن يكون معها وهذا شكل من أشكال الاعتراض على الحوار الذي تديره المقاومة للوصول إلى وقف إطلاق النار وبدأوا الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب وأنهم أصحاب الولاية السياسية واي مساعدات يجب أن تمر عن طريقهم
تمثيل الشعب الفلسطيني ليس مجرد شعار أو هيئة لتوزيع المساعدات أنه نضال سياسي وعسكري لتحرير فلسطين وحماية شعبه

الحرب على غزة هل تستطيع اسرائيل تحقيق أهدافها من الحرب

هل تستطيع اسرائيل تحقيق أهدافها من الحرب على غزة ؟
الهدف الذي أعلنته اسرائيل لهذه العملية هو إنهاء حماس والقضاء عليها وحتى نحول هذا الهدف إلى كلام مفهوم فإن اسرائيل تريد القضاء على كل كوادر حماس في غزة وهذا الهدف غير ممكن تحقيقه فحماس حركة عميقة متجذرة في الشعب الفلسطيني والقضاء عليها بالطريقة التي تتبعها اسرائيل يعني قتل عدد كبير جدا من الناس وهذا الهدف غير مقبول عالميا وغير متيسر في هذه اللحظة أما الخيار الثاني وهو الاسهل نظريا هو القضاء على النخبة العسكرية التي شاركت في الإعداد ل ٧ اكتوبر وهذا الهدف ليس سهلا فهؤلاء المقاتلون لا يستسلمون وسيقاتلون حتى النهاية فإن قتلوا سيصبحون انموذجا لملايين الشباب على مستوى العالم الذين سيواجهون النفوذ والمصالح الأمريكية في كل العالم واسرائيل نفسها تعاملت في السابق مع بعضهم وكانوا يرفضون الاستسلام حتى بعد نفاذ ذخيرتهم هذا عدا عن أن هؤلاء الشباب المندفعون إلى التضحية الغير محدودة حتى النهاية سيتمكنون من ايقاع خسائر كبيرة في القوات المهاجمة وفي النهاية لن تستطيع اسرائيل مسح ما حدث في ٧ اكتوبر الا باستلام هؤلاء المقاتلين وهذا غير ممكن لذلك من الأفضل لها تقليل خسائر ومحاولة التعامل مع الواقع الجديد

الحرب على غزة الحوار المسلح

الحوار المسلح
هو حوار ولكن تستخدم فيه الأسلحة لتحقيق أهداف سياسية أو اهداف الحرب اسرائيل لديها محوران تسعى لفرضهما اولا الأسرى أو الرهائن ومطلب اسرائيل أن تفرج عنهم حماس دون قيد أو شرط بينما تصر حماس على إنجاز صفقة تبادل اسرى يتم الإفراج خلالها عن كل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وثانيا ترتيبات ما بعد الحرب وتريد اسرائيل إنهاء وجود حماس العسكري وهذا يعني تسليم أسلحتها وإخراج مقاتليها من القطاع وتسليم القطاع إلى طرف ثالث وهذا ما ترفضه حماس وتريد ارجاع الوضع السابق وفتح المعابر وانهاء الحصار المفروض على غزة وإدخال المواد الإغاثية ومواد إعادة الإعمار وفتح أفق سياسي ووقف اقتحامات الأقصى
لا اعرف بالضبط إلى أين وصلت المفاوضات ولكن اسرائيل قد تقدم تنازلات في موضوع الأسرى ولكن من الصعب عليها ارجاع الوضع السابق قبل ٧ اكتوبر دون ضغط عربي و غربي كبير وخشية من توسع نطاق الحرب وفتح جبهات أخرى لذلك ضغطت ضغط غير مسبوق على غزة لتقصير أمد الحرب وإجبار حماس على القبول بالشروط الاسرائيلية من الواضح أن حماس وغزة تعرضت إلى أذى شديد ولكنها ما زالت مصرة على موقفها
السؤال المطروح هل سيتمكن الوسطاء من إيجاد حل وسط

الحرب على غزة هل ستتدخل إيران لوقف الحرب

قد تكون إيران حققت اكبر نصر استراتيجي لها منذ الثورة الإسلامية عام ١٩٧٩ على كل الأصعدة السياسية والعسكرية والإعلامية لذلك لا أتوقع أن تترك هذا النصر يتحول الى هزيمة وستحرك كل أدواتها السياسية والعسكرية للضغط على الغرب لوقف هذه الحرب وقد نشهد اليوم تصعيدا غير مسبوق إن لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار واستمر التصعيد الميداني الذي تقوم به اسرائيل

الحرب على غزة فقة التحالف عند الحركة الاسلامية

فقه التحالف
الرسول صلى الله عليه وسلم أدرك حاجة الجماعة المسلمة إلى تحالفات فأرسل الهجرة إلى ملك الحبشة النصراني وحاول المهاجرون إيجاد قواسم مشتركه معه وكان رسولنا الكريم يطلب من القبائل العربية المشركة أن تنصره على قريش لأنه أدرك في مرحلة مبكره حاجة الجماعة المسلمة الى حلفاء لتواجه قريش وعندما هاجر إلى المدينة أقام تحالف واسع ضم كل أهل المدينة بكل أطيافهم وبعد صلح الحديبية أقام تحالف مع قبائل مشركة لمواجهة قريش أما الفاتحين المسلمين فقد أقاموا تحالفا مع القبائل العربية المسيحية في بلاد الشام ومصر
أما في العصر الحديث فإن الحركة الإسلامية لم تستطيع إقامة أي تحالف دولي وانساقت إلى الدعاية الغربية وأدواتها في المنطقة وناصبت العداء لكل الدول الفاعلة بما فيها روسيا والصين وإيران وتركيا بحجج غير سياسية وانتظرت من الغرب الذي يعاديه مشروعها أن ينتصر لها !!! ولكن الغرب ترك الأنظمة تثخن فيها قتلا وان شعارات حقوق الإنسان التي يرفعها هي شعارات فارغة المضمون
الحرب على غزة أثبتت حاجتنا إلى حلفاء يقفون معنا في مواجهة الغرب والته الاستعمارية وان التحالف لا يعني الانصهار والذوبان وان دول مثل إيران وتركيا وروسيا والصين دول لا يمكن تجاوزها في مواجهة المشروع الغربي في المنطقة حتى لو اختلفنا معها في بعض القضايا وأننا قد نستطيع المساعدة في حلحلة بعض قضايا الأقليات ويجب علينا أن لا ننساق إلى الدعاية الغربية التي تريد أن نواجه المشروع الاستعماري بدون حلفاء كما حدث مع اخوان مصر ليسهل القضاء عليهم

التحالف السني

التحالف السني الذي تقوده السعودية هو أكبر تهديد يواجه الأمة وهو امتداد لتحالف لورنس مع بعض شيوخ العشائر البدوية التي كانت طامحة في الحكم وللاسف فان كثيرا من الحركات الإسلامية والنخب الإسلامية وقعت في الفخ الإعلامي واعطت شرعية دينية لهذا التحالف كما أعطى ابن عبد الوهاب الشرعية للتحالف مع لورنس

قصة فلسطين مع الاستعمار

وفي التاريخ الحديث
هاجم نابليون فلسطين بعد أن استقر له الأمر في مصر وابتدأ هجومه من مدينة يافا بعقد صلح مع حاكم يافا ولكن نابليون نقض العهد وقتل آلاف من الجنود والمدنيين في يافا ثم توجهت قواته إلى عكا برا وبحرا لمحاصرة حاكمها العنيد احمد باشا وهنا تداعى أهل جبل نابلس( جنين وطولكرم ونابلس) وعقدوا اجتماع ضم قادة العشائر والثوار واتفقوا على مقاتلة القوات الغازية وكانت الخطوة الأولى حرق كل المحاصيل في سهل مرج بن عامر وبقية المناطق وهاجموا القوات الغازية واثخنوا فيها مما أجبرها على الانسحاب مدحورين لاحقا وما زالت بعض العشائر تفتخر بذلك
أما الإنجليز في الحرب العالمية الأولى فقد بدأوا هجومهم من غزة وقاومت الحامية العثمانية وأهل غزة خمس سنوات لم تستسلم وهاجمتها القوات البريطانية عشرات الهجمات والانزال من البحر والقصف وهدموا مدينة غزة بالكامل ولم يستسلموا وفي النهاية شكل الإنجليز قوة مصرية بقيادة الجنرال اللنبي عرفت بالتجريدة المصرية وشكل لورنس قوة من قبائل الجزيرة الغربية لمحاصرة غزة من الشرق والجنوب ولكنهم رغم ذلك لم يستسلموا ويقال إن الإنجليز أرسلوا جاسوسا استطاع تسميم طعام الجند فماتوا كلهم ولم يستسلموا رحمهم الله وسقطت غزة ثم تبعتها القدس وقاومت نابلس جبل النار مقاومة شرسة وفي النهاية كانت النكبة الاولى لفلسطين

مستوطنة ريمونيم شرق محافظة رام الله

ريمونيم   مستوطنة يهودية إسرائيلية ( اسمها محرف عن اسم قرية رمون الفلسطينية) ، أقيمت شرق محافظة رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية على أراضي الفلسطينيين في قرى رمون ودير جرير، وتقع إداريًا ضمن اختصاص مجلس ماتي بنيامين الإقليمي.في عام 2018 كان عدد سكانها 687 مستوطنًا.