سر عناد نتنياهو ورفضه كافة المبادرات لوقف الحرب

يتمتع نتنياهو بكريزما سياسية وقدرة هائلة على المراوغة فهو صعد في بيئة سياسية متصارعة وقاد حكومات وعقد تحالفات مع أطراف عدة في المعادلة السياسية الاسرائيلية واستطاع الاقتراب من محرمات كثيرة في الوسط السياسي الاسرائيلي منها الخصخصة وبيع بعض أملاك الدولة وتحجيم المؤسسات الاشتراكية مثل الهستدوت والكيبوتسات وحاول فرض العديد من القوانين الإشكالية مثل التعديلات القضائية ويهودية الدولة ومكث في رئاسة الوزراء فترة طويلة لم يمكثها اي رئيس وزراء اسرائيلي اخر

وجهت ٧ اكتوبر ضربة موجعة لقوة الردع الاسرائيلية وحاول نتنياهو استعادة هذه القوة من خلال القوة الجبارة واستخدام القنابل العملاقة والقتل والعنف والتدمير والتجويع وتدمير المستشفيات والمدارس والبيوت وحرمان الناس من أبسط مقومات الحياة على أمل أن تستسلم حماس والشعب الفلسطيني ولكن حماس لم تستسلم  وازدادت قوة الردع تاكلا وخشي نتنياهو ونخبته العسكرية والسياسية من الملاحقة القضائية والمحاسبة في المحاكم الدولية فكانت الخطوة التالية توجيه ضربة للمؤسسات المدنية والطبية في قطاع غزة والمؤسسات الدولية مثل الانوروا ومنظمة الصحة العالمية والمطبخ العالمي وغيرها من المؤسسات الشاهد على جرائمهم وإدخال قوات عربية يستطيع عقد صفقات معها لتمرير الترتيبات الاسرائيلية وإقفال ملف جرائم الحرب كما أقفلت في ١٩٤٨ و ١٩٥٦ و١٩٦٧ و ١٩٨٢ وتقرير غلدوستون وغيرها من الجرائم وتم الاعداد لدخول هذه القوات بمشاركة اطراف عربية وفلسطينية وتحديدا الاردن وأن الأمر كان أكبر من دخول بعض الأفراد على سطح بعض الشاحنات وان قدرة المقاومة على إفشال هذا المشروع كان إنجاز امني كبير ومن الممكن أن تكون تلقت مساعدة من بعض الأطراف المحلية أو الإقليمية والدولية

بعد فشل هذا المشروع لم يعد أمام اسرائيل والمنظومة الغربية وحلفاؤهم العرب الا البحث عن مخرج وهو ما أدركته حماس وهو ما أعطاها قوة دفع في المفاوضات للاصرار على مطالبها ووضع نتنياهو ومنظومته أمام تحدي استراتيجي اخر يفوق ٧ اكتوبر وهو محاكمة الحركة الصهيونية ومحاسبتها على جرائمها وقد تكون هذه المحاسبة بأثر رجعي

أضف تعليق